عمَّ الأذى ولحق الألم بكل شبر من البلاد إن لم يكن بدم فبفقد. وكما جمعت الآلام كل من على هذه الجغرافيا الصغيرة على تنوعهم وتمايز خلفياتهم؛ جمع بيننا الحلم والإيمان على طريق الخروج من الجرح السوري الطويل، وبأن من بقي ومن تشتت في أنحاء الأرض يجمعهم أمل واحد وإرث أصيل مازال رغم عتمة الحرب قادراً على أن يكون منارة تضيء فوق سواد الألم.

البناء الذي نسعى إليه راسخ ومتين، فهو ليس استجابة آنية، بل تأسيس على أصالة إرث التنوع وتعزيز لها بالحداثة وبعقد اجتماعي جدير بالسوريين المؤمنين بوطن يستنبطون هويته من واقعهم ويتشاركون برسم محدداته وصناعة مستقبله سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

عاقدون العزم على العمل لتحقيق حلم بناء الوطن الذي نستحقه، بالطاقات الكامنة للشباب والنساء والخبراء وكل فئات المجتمع، وبعمل أيّد مداركنا بوعي نسعى لتطويره بالشراكة مع كل من يشاركنا هذا الحلم. هكذا بدأنا مشوارنا وسنبقى بأيد مفتوحة لكل السوريين/ات ممن لديهم هواجس ورؤى نتفق أو نختلف عليها ولكن تسمو بنا فوق ذلك كله البوصلة الأولى والأخيرة .. الانتماء والبناء.