واقع المجتمعات المحلية إبان الدخول في مرحلة التعافي المبكر


تزداد ضرورات البحث عن ممكنات بناء الاستقرار على مستوى المجتمعات المحلية، لتشكل نماذج ومدخلات للحل السياسي النهائي، مع انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، وجمود المسار السياسي.

واقع المجتمعات المحلية إبان الدخول في مرحلة التعافي المبكر
أقامت حركة البناء الوطني سبع جلسات حوارية مركزة وعدد من اللقاءات الفردية

وتبدو الفرصةُ سانحة للاستثمار في المجتمع المدنيّ كفاعلٍ -جديد قديم- قريبٍ من الناس وقادر على لعب دور متمايز عن أطراف الصراع، لتمكين المجتمعات المحلية وتعزيز الإدارة المحلية فيها، في سبيل تحقيق الانتعاش المبكر وصولا للتعافي وعودة اللاجئين والنازحين داخلياً.

من هذا المنطلق وكمرحلةٍ أولى، أقامت حركة البناء الوطني 7 جلسات حوارية مركزة وعدد من اللقاءات الفردية، لمناقشة واقع المجتمعات المحلية إبان الدخول في مرحلة التعافي المبكر، وبحث فرص وتحديات هذه المرحلة، واستكشاف ملامحها من وجهة نظر هذه المجتمعات، وكيفية تفعيل العمل عليها بالشراكة بين المجتمع المدني والمحلي والإدارة المحلية والمؤسسات والفعاليات الاقتصادية.

توزعت الجلسات على ثلاث جلسات فيزيائية أقيمت الأولى في طرطوس مع حضور من اللاذقية و السويداء ، والثانية في حماة مع حضور من ريف دمشق و حمص والثالثة في حلب مع حضور من دمشق ، وأربع جلسات افتراضية لمحافظات درعا ودير الزور والحسكة والقامشلي والقنيطرة، ضمت قياداتٍ مجتمعيةً ومحليةً، ومستويات تنفيذية في المنظمات المدنية وعدداً من الفعاليات الاقتصادية إضافةً إلى وجهاء محليين، بحيث تم تقسيم المشاركين من المناطق كافة إلى 5 مستويات بناءً على معايير بحثية وتنموية.
تناولت الجلسات في محاورها قراءة واقع المحليات (النزوح، الهجرة، الموارد، الفاعلين، البنية الاجتماعية،.. الخ) والتفاعل مع المجالس المحلية، وضرورة إعادة بناء العلاقات الاجتماعية، وبناء الثقة بمنظومات اتخاذ القرار لتكون أكثر قدرةً على اتخاذ قرارات تعكس الاحتياجات المحلية.
كما تناولت حاجة المجتمعات المحلية إلى التنمية بسبب تبعات الحرب وفجوات التخطيط التنموي عبر السنوات السابقة لها، ومتطلباتها من التعافي، وكيفية تفعيل المشاركة المجتمعية والدور المدني فيها، وكذلك إعادة النظر في منظومة اللا مركزية "الإدارة المحلية" الحاكمة للتخطيط التنموي.
وخلصت الجلسات إلى أنّ جهود التعافي يمكن أن تشكّل ركيزةً أساسيةً للتنمية المتوازنة والمستدامة في المجتمعات المحلية، كوسيلة لبناء تفاهم أولي على طريق المصالحة الشاملة وتجاوز حالة العطالة عبر تطوير منظومة حوكمتها، إضافةً إلى اقتراح نماذج مشاريع التعافي الممكنة والمطلوبة في هذه المحليات.​
​​  أما في المرحلة الثانية -التي ستقام لاحقاً- فستقيم الحركة عدة جلسات مركّزة مع عدد من الخبراء لبحث المحاور (المالية، الإدارية، الاجتماعية، الاقتصادية، والسياساتية) للمحليات، إضافةً لقراءة كاملة للبيئة التشريعية للإدارة المحلية، للوصول إلى توصيات أساسية تتعلق بإشراك جميع مكونات المجتمعات المحلية في عملية التعافي.


تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المصورة أدناه