أمسية "تنويعات على الحاضر"

تواجه الموسيقا العربية التراثية إشكاليات تتعلّق بطريقة عرضها، فتقديمها للمتلقّي حيّة أو مسجّلة ضامن لرواجها وبقائها متداولة بين الناس، وانطلاقاً من ذلك ختمت حركة البناء الوطني فعاليتها الثقافية لعام 2018 بأمسية موسيقية حملت عنوان "تنويعات على الحاضر".

بدأت الأمسية الموسيقيّة بشرح مختصر عن تاريخ التدوين الموسيقي و مدونات صفي الدين الأرموي التي تعتبر من أقدم المدونات الموسيقية العربية، مع الإشارة إلى القصور التاريخي بموضوع التدوين الموسيقي عند العرب مما جعل جزءاً هاماً من الموسيقى القديمة عرضةً للضياع والنسيان.

 تلاها عزف ثلاثي محترف وباهر قدّمه كلّ من العازفين أنس مراد، هشام الدّعبل، وعامر الطرودي، حيث تميّز الأداء برصانته ومقاربته العميقة لجوهر المقام في هذا النّوع من الموسيقى، إذ تجلّى العازفون وأظهروا القدرة الكبيرة في الغناء وتقديم هذه الأعمال الموسيقية العربية والشرقية، أطربت كلّ الحاضرين الّذين صفّقوا مراراً ومراراً بكثير من الحفاوة.

وقُدِّم خلال هذه الأمسية مجموعة من الأعمال الموسيقية الآلية والغنائية العربية والشرقية، المنتقاة من مراحل تاريخية متعددة ابتداءً من أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر، وتحديداً نهاية العصر العباسي في بغداد الفترة العثمانية، وكذلك أوائل القرن العشرين التي شهدت النهضة العربية الثانية على يد الشيخ محمد عثمان، أبو العلا محمد وزكريا أحمد، كما تم تأدية مجموعة من الأغاني والقطع الموسيقية، يعود تاريخها إلى أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين.