"اشتباك": صراع الهوية والانقسام في مصر ما بعد الثورة

فيلم "اشتباك" هو فيلم مصري أنتج عام 2016، من إخراج المخرج محمد دياب. يعتبر الفيلم أحد أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت الأحداث السياسية والاجتماعية في مصر خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. يتناول الفيلم لحظة فارقة في تاريخ مصر من خلال قصة تجسد الصراع والانقسام داخل المجتمع المصري بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في عام 2013.
حيث تدور أحداث الفيلم في يوم واحد، وتحديداً خلال احتجاجات 2013 التي أعقبت عزل الرئيس محمد مرسي. يتم تصوير الفيلم بالكامل داخل شاحنة للشرطة المصرية التي تمتلئ تدريجياً بمجموعة متنوعة من المحتجين، بما في ذلك مؤيدون للرئيس المعزول، ومعارضون له، بالإضافة إلى أفراد لا ينتمون لأي طرف سياسي.
الشخصيات المحتجزة داخل الشاحنة تأتي من خلفيات اجتماعية وسياسية متنوعة، وهو ما يعكس الانقسام الحاد في المجتمع المصري آنذاك. يتعرض هؤلاء الأشخاص لموقف مرير، حيث يُجبرون على التعايش مع بعضهم البعض في ظروف صعبة ومرهِقة بينما يحتدم الصراع والعنف خارج الشاحنة. 

يعكس الفيلم حالة الفوضى والانقسام التي كانت سائدة في تلك الفترة، من خلال التركيز على تعقيد الوضع في مصر بعد الثورة، وكيف أن المجتمع كان في حالة صدام مستمر بين الأطراف المختلفة في ظل الانقسام السياسي والمجتمعي الحاد مما يجعلهم يتسألون عن مكانهم في هذا الصراع، ولكنه يركز أيضاً على الجوانب الإنسانية، حيث يبرز كيف يمكن للأشخاص المختلفين تجاوز خلافاتهم في مواقف حرجة.
رغم النجاح النقدي الذي حققه الفيلم، إلا أنه أثار بعض الجدل في مصر بسبب موضوعه السياسي وتناوله لفترة من التاريخ المصري التي لا تزال تثير الكثير من الحساسيات والانقسامات.