كورونا فرصة طارئة لتطوير نظام التعليم في سوريا

خلال أيام معدودة سيبدأ العام الدراسي الجديد، ولكن بظل أزمة  فايروس_كورونا  "كوفيد- 19" يبدو الوضع مختلفاً هذه المرة، حيث يناقض واقع تجمّع الطلاب في المدارس التعليمات الصحية بالتباعد والبقاء في المنزل، الأمر الذي سبب حيرة وتخوّف من قبل الأهالي بإرسال أبنائهم للمدارس مقابل تطمينات من وزارة التربية بحمايتهم. ولذلك خصصت  حركة_البناء_الوطني  جلستها الرابعة والثلاثين من جلسات  الأربعاء_السوري  بعنوان ("كورونا" فرصة طارئة لتطوير نظام التعليم في سوريا)، والتي عقدت بتاريخ 2 أيلول 2020 لمناقشة فاعلية البرتوكول الصحي الذي أصدرته وزارة التربية ومدى امتلاكها الإمكانيات اللازمة لتطبيقه، وماذا يمكن أن يقدم المجتمع المدني من مقترحات لموأزرة هذا البرتوكول وتقديم العون لإنجاح هذا العام الدراسي.



حضر الجلسة مجموعة من المهتمين والناشطين في مبادرات متخصصة بتعليم الأطفال، إلى جانب حضور إعلاميين وعاملين بالشأن التربوي، ناقشوا خلالها الإمكانيات الحقيقية لوزارة التربية لتطبيق البرتوكول الصحي وقدموا اقتراحات للوصول إلى نتائج أفضل منها زيادة عدد المشرفين الصحيين في المدارس، رفع تقارير دورية عن جهوزية كل مدرسة وما تحتاجه من أدوات وإصلاحات، وزيادة التوعية الصحية وتقديمها للطلاب بطرق تفاعلية محببة لهم، وإشراك الطلاب بتحمل المسؤولية عن سلامتهم وسلامة زملائهم بتفعيل لجنة الانضباط ولجنة النظافة.

وفيما يتعلق بتطوير نظام التعليم ليتوائم مع هذه الأزمة اقترح الحضور تقليص عدد المواد التعليمية بحذف غير الضرورية منها كمواد القومية والتربية الدينية والرسم والرياضة والموسيقا، والاستفادة من الوقت الإضافي بتقسيم الطلاب على عدة صفوف لتقليل العدد وتحقيق التباعد الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب زيادة عدد المدرسين ولكن يمكن حل ذلك بفتح باب التطوع لمن يرغب بالمساعدة أو أن تزيد الوزارة عدد الوكلاء والمتعاقدين معها.



أما بالنسبة للتعليم عن بعد فلا يبدو حلاً مناسباً لصعوبة توفر الانترنت والكهرباء والأجهزة الالكترونية لدى الجميع، وصعوبة الزام الطفل على المتابعة خاصة إذا لم يكن الأهل متفرغين لتعليمه. ولا يمكن أن نغفل أن هذا النوع من التعليم سيزيد الأعباء المادية على الأهل في ظل الأزمة الاقتصادية والتي تعد سبباً رئيسياً لزيادة نسبة التسرّب من المدارس.

ويجب التأكيد على ضرورة تخفيف المركزية في التخطيط لوزارة التربية، حيث تضع حلولاً تناسب مدينة دمشق وتطبقها على سوريا كلها، وأن يتاح لمدير كل مدرسة هامش للتحرّك وإيجاد حلول تناسب مدرسته حسب منطقتها ووضع طلابها وإمكانياتهم بالتعاون مع الأهالي.



وأخيراً أجمع الحضور على أهمية الاستفادة من أزمة كورونا لنجّرب حلولاً جديدة للارتقاء بالعملية التعليمية، والتأكيد على أهمية التشاركية بين وزارة التربية والمجتمع المدني في تطبيق البرتوكول الصحي لضمان نجاحه ونجاح العملية التربوية في الوقت الحالي والمستقبلي، الأمر الذي يقتضي فتح قنوات تواصل بينهما، وإيجاد شرعية للمجتمع المدني للتحرك والعمل.




تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه