وداعاً يحيى الأحمد
تتقدم حركة البناء الوطني بخالص العزاء لعائلة الفقيد الدكتور يحيى الأحمد.
كان الدكتور يحيى شخصاً استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، وقف بوجه من أراد إحداث فتنة طائفية في مدينة حمص وخرج وحيداً بسلاحه لوقف موجات الفوضى و ردود الفعل والتجييش ضد أبناء المدينة الواحدة.كان حاضراً في عدد من اللقاءات الدولية لتوضيح وجهة نظر المجتمع السوري من الحرب ومسار الحل المطلوب وضرورة بناء المصالحة المجتمعية العميقة ومعالجة تداعيات الماضي بالجرأة المطلوبة التي لاتفرط بالحقوق ولا بسيادة الدولة. شارك مع الحركة في العديد من الورشات واللقاءات حول المصالحات المحلية وبناء السلام، وتحدث بكل جرأة عن الأسباب البعيدة والقريبة للحرب السورية ولما وصلنا إليه. كانت مداخلته في جلسة منصات الحوار السورية التي عقدتها الحركة في مدينة حمص في نهاية العام 2016 مداخلة تاريخية وهامة خصوصاً أنها تَصدر من مدينة حمص وفي ذلك الوقت الذي كانت فيه العواطف مشحونة وكانت خلاصة مداخلته، أن هناك عدة أسباب داخلية للأزمة الحالية تتلخص بفقدان الأمل عند الناس لحصول أي تغيير، والهزيمة العسكرية لمشروع الإخوان المسلمين عام 1982 دون معالجة آثاره الاجتماعية والثقافية مما أبقى الجمر تحت الرماد، بالإضافة لهشاشة البنية الاجتماعية السورية، والنظام الأمني الشديد.
رحمه الله، كان رجلاً صريحاً وواضحاً لايخاف في الحق لومة لائم، متواضعاً لطيفاً، حمصياً بامتياز سريع البديهة وحاضر النكتة.