الاستجابة الحكومية وضرورات المعالجة الشاملة
أكد المشاركون في الجلسة الثامنة والستين من برنامج حوار الأربعاء السوري والتي أقامتها حركة البناء الوطني مساء يوم الأربعاء 1 آذار 2023 على عدم إمكانية تجاوز الحوار الوطني اليوم أو التعامل معه على مبدأ المحاصصة السياسية من أجل الوصول إلى معالجات شاملة للكوارث والمشكلات المجتمعية المختلفة، دون أن يعني ذلك القفز على استحقاق الحاجة للمعالجات التقنية الاستعدادية الوقائية، والبعدية الطارئة والعاجلة والبعيدة المدى حسب كل كارثة أو أزمة، إنما دفعاً نحو استدامة الحلول والوقاية من الأزمات.
مع الالتفات إلى تشريعات كان يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع كارثة الزلزال كقانون الطوارئ الذي تمتلك الحكومات خبرة في التعاطي معه، مروراً بالمنظومة المؤسساتية من حيث غياب هيئة أو وزارة مختصة بالكوارث وترهل المؤسسات الحكومية وتضخم الجهاز البيروقراطي الناجم عن سياسة التشغيل الاجتماعي، وغياب مرجعية تتيح المعلومات اللازمة لكل عمليات التخطيط والإنقاذ والاستجابة طويلة الأمد أو عدم مشاركة الجهات المختلفة للبيانات فيما بينها ، وصولاً إلى غياب المنظومة التمويلية من حيث وجود صناديق معنية للكوارث والتعويضات.
ولفت الحاضرون إلى ضرورة وضع إطار استراتيجي للحد من آثار الكوارث سواء وزارة أو هيئة عليا، وضرورة توافر منصة خاصة بالمعلومات تتيح التخطيط للاستجابة والرقابة عليها. وفي المحور الثاني المتعلق بمتطلبات المعالجة الشاملة للكوارث لفت الحاضرون إلى ان من أوجه قصور أو غياب مثل هذه المعالجة هو نمط الثقافة الاجتماعية السائد وأزمة الثقة بين الفاعلين والمؤسسات وبين المجتمع والمؤسسات وغياب مساحات المنافسة السياسية ما يطرح ضرورة اللجوء إلى الحوار الوطني لوضع حلول تأسيسية للمعالجات الشاملة. ونبه المشاركون إلى مجموعة من التحديات التي تحيط بأي عملية حوار مقبلة في مقدمتها منظومة الفساد التي ستقاوم أي حوار سيحمل دعوات لاستئصالها، كما أن ضعف المؤسسات اليوم قد يكون عاملاً إضافياً في عرقلة الحوار.
تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه