المفهوم السوري للمجتمع المدني: 

_التعريف_

عقدت حركة البناء الوطني الجلسة الحادية والأربعين من جلسات  الأربعاء السوري  بتاريخ 11 آب 2021 في مقرها بدمشق، بعنوان  المفهوم السوري للمجتمع المدني  - التعريف ، ضمن سلسلة الجلسات التي تهدف إلى تفكيك  رؤية شمل   نحو المرحلة الثالثة من تاريخ سوريا  في سبيل الإضاءة على مفهوم المجتمع المدني في الذهنية السورية، عبر قراءة الواقع التاريخي والحالي له قبل الانتقال لتحديد ملامحه وأدواره الجامعة.


ركزت هذه الجلسة على مجموعة محاور وهي:
• تاريخ الحالة المدنية في سوريا قبل عام 2000.
• تأثير التطورات بين عامي 2000-2011 على العمل المدني.
• تأثير أحداث عام 2011 وما بعدها على الحالة المدنية واستجابتها.
• إيجابيات وسلبيات المسار الدولي.
• القواسم المشتركة للحالات المدنية في سوريا.
وبعد استعراض تطور المفهوم فكرياً، استعرض الحضور في المحور الأول تاريخ النشاط المدني في المجتمع السوري والذي كان غائباً في فترة ما قبل القرن التاسع عشر ثم بدأت بوادره بالظهور ببعض التكوينات التجارية ومظاهر متفرقة للمجتمع الأهلي في القرن التاسع عشر، وصولاً إلى حقبة الانتداب الفرنسي والتي تعد فترة احتكاك معرفي مع المجتمعات الأخرى وبداية تكون وعي مجتمعي مدني، ثم تلا ذلك صدور قانون ينظم عمل الجمعيات وإنشائها فترة الاستقلال، حيث تعد فترة الخمسينات فترة ذهبية من الصراع المجتمعي الإيجابي الديمقراطي التعددي بين تيارات فكرية مختلفة بشرت بتطور صناعي خدمي وقدرة على بناء دولة حديثة، إلا ان هذا الصراع حُسم ببناء الدولة المركزية في الستينيات، واتسم العمل الاجتماعي الوطني بالأحادية.




تناول الحضور في المحور الثاني التطورات بين عامي 2000 و2011 والتي أثرت على العمل المدني ، كيانات وأفراد، وأثرت في النظر إليه كعمل سياسي بلبوس مدني ما أدى إلى تشويه صورته في أذهان الناس.
وكان هناك توافق على أن المجتمع المدني اندفع في مرحلة ما بعد عام 2011 ليس بفعل التطور الطبيعي إنما نتيجة الإقحام الذي فرضته الأزمة، فتركز على العمل الإغاثي الإنساني لسد احتياجات الناس التي انفجرت في بداية الأزمة، وحمل الشباب السوري الرايات الأولى له، فتداخل العمل مع المجتمع الأهلي، ودار وظيفياً حول قطاعات مختلفة في مقدمتها الإغاثة، ولكن منها رفع القدرات، والتدريب والتأهيل، والمناصرة..إلخ.
وتناول الحضور تأثيرات المسار الدولي على العمل المدني بعد 2011، من ناحية إيجابياتها أولاً؛ عندما شهد عام 2015 تمثيلاً أوسع للسوريين عبر المجلس الاستشاري النسوي وغرفة دعم المجتمع المدني بجنيف، أو تحقق التقارب بين السوريين والخروج بأوراق مرجعية.وسلبياتها ثانياً؛ حيث بدأ التمثيل بانقسامات واضحة بين السوريين وغاب التوازن عنه بين مناطق سيطرة الحكومة وخارجها، وكيف تأثر العمل المدني والمجتمعي في الداخل بالاستقطابات السياسية.



أخيراً ناقش الحضور القواسم المشتركة التي يمكن جمع أدوار القائمين على العمل المدني والمجتمعي والأهلي حولها في سوريا، باعتبار أن هذه الكيانات لها ادوار وظيفية مختلفة فهي تعمل على مسارات متنوعة، بينما كان لها ادوار عالية تجمع بينها، وهذه الادوار هي:
- المبادرة للمشاركة في الشأن العام: خاصة في المساحات التي لا تملأها الحكومة، وأن يكون التطوع قائماً على فكرة المبادرة
- البحث عن الاستمرارية فالعمل التطوعي ليس مجانياً بالمطلق، كما ان الحاجة للتمويل تجمع بين مختلف الفاعلين في الأنشطة المجتمعية والمدنية.
- البحث عن تحقيق مصلحة أو غاية سواء كانت هذه المصلحة شخصية أو مجتمعية لكن هدفها النهائي هو التعبير عن سلطة المجتمع من اجل التغيير.
وأكد البعض على ان الحاجة هي البوصلة التي تقود العمل المدني والمجتمعي لذا يجب البحث عن مساحة لا تقبل الإقصاء، وان يمتلك المجتمع المدني مشروعاً واضحاً مع التأكيد على أن أي طرح مدني يجب ان يقوم على تقدير مشروع الدولة، بالإضافة للمعايير العامة كالشفافية والمؤسساتية والمساواة امام القانون.



تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه