تؤمن حركة البناء الوطني بأن السلام ليس هدفاً نصل إليه عبر هدنة عسكرية أو تفاوض سياسي؛ بل هو مسار طويل يبدأ من المجتمعات المحلية يركز على جذر التحديات، ويعمل على مسارات اجتماعية واقتصادية وثقافية لنصل لحالة من السلام تكون أكثر استدامة ومشاركة.

نظمت حركة البناء الوطني ورشة عمل عن "الصحافة وبناء السلام المحلي" من 17 ولغاية 20 آذار 2022، بمشاركة صحفيين وناشطين من /10/ مناطق محلية، بهدف تعزيز الشراكة فيما بينهم وإشراك وسائل الإعلام في مسار بناء السلام والتنمية في المجتمعات المحلية.

ركزت الورشة بشكل رئيسي على اشراك الصحفيين والناشطين وتبادل المعرفة بأدوار وتحديات كل منهما؛ فكسرت الحواجز والصورة النمطية التي لدى كل منهما للآخر، وانقسمت الورشة إلى مسارين معرفي وحواري:

تناول المسار المعرفي تعريف المشاركين بمفاهيم "بناء السلام، المجتمع المدني، التنمية المحلية، والصحافة المحلية"

 بينما ناقش المسار الحواري عبر جلسات مسائية توزعت على كل أيام الورشة؛ آليات إشراك الإعلام في بناء السلام في المجتمعات المحلية وتجارب المشاركين في الاستجابة وتغطية القضايا المحلية.

اليوم الأول كان مع الأستاذ مفيد كرباج، الذي بدأ مع مصطلح النزاع ومراحل تكونه وأنواعه ونظريات التعرف إليه وتحليله، ونظريات حل النزاع، وانتقل إلى تعريف مفهوم بناء السلام وأشكاله ومراحل تشكله وعوامل تعزيزه، وعدم اقتصاره على حالة توقف الأعمال القتالية أو توقيع اتفاق سياسي.

فيما ناقشت الجلسة الحوارية التحديات التي يرى فيها المشاركون أنها تعيق بناء السلام، حيث أشاروا إلى أن؛ غياب تطبيق القانون في بعض المناطق، والخلافات السياسية وعدم الاهتمام بالتعليم والوضع المعيشي السيء، أمور تهدد بناء السلام في المجتمعات المحلية.واتفقوا على خطورة الصورة النمطية والتطرف الذي يجعل المختلف عدوّ، وأن الاقتصاد أحد أهم مداخل بناء السلام إلى جانب تعزيز التواصل والتماسك بين المكونات المجتمعية.

فيما تركزت جلسات اليوم الثاني حول مفهوم التنمية المحلية، حيث أدار جلسات التدريب الأستاذ بشار مبارك الذي قسم المشاركين إلى مجموعات عمل للتدرب على قراءة الموارد المحلية وصولا لإيجاد القضايا التي يجب العمل عليها، وعدم حصر مفهوم التنمية بالجانب الإغاثي، وأهمية وجود مؤسسات إعلامية قادرة على طرح التحديات وتسليط الضوء عليها محلياً.

ومن ثم أدارت السيدة نسرين علاء الدين جلسة الحوار التي ناقش فيها المشاركون أبرز التحديات التي يواجهونها أثناء تغطيتهم واستجابتهم لقضايا التنمية المحلية، وشاركوا خبراتهم السابقة في تحديد القضايا المحلية وآلية التفاعل الأطراف الفاعلة معها.

أما اليوم الثالث فكان مع الأستاذ زياد غصن الذي تناول مفهوم الصحافة المحلية وأهميتها، وآليات الانتقال من صحافة الخدمات والشكاوى الى صحافة التنمية، بينما ناقشت الاستاذة نسرين علاء الدين في جلسة حوار؛ أهمية تفعيل دور الصحافة في تنمية المجتمعات المحلية وبناء السلام والتحديات التي تواجه هذا الدور، حيث بيّن المشاركون وجود صعوبات تتعلق بالحصول على الإحصائيات والمعلومات التي تعزز المادة الصحفية.

جلسات اليوم الرابع والأخير من الورشة بدأه الأستاذ "عضن" بعرض نماذج من الصحافة المحلية، ومحاولة صنع تقارير صحفية تكون بالشراكة بين الصحفي والناشط تركز على البعد المحلي وتهدف إلى التنمية وبناء السلام، واختتم بجلسة حوار .