قراءة في المتغيرات الدولية والإقليمية وأثرها على الواقع السوري

واصلت حركة البناء الوطني سلسلة جلسات  الأربعاء السوري لعام 2022، حيث بدأت السلسة الجديدة بعقد الجلسة (51) في مقر الحركة بدمشق بتاريخ 16 شباط 2022 ، وذلك بحضور عدداً من الناشطين والمهتمين بالشأن العام، وافتراضياً عبر منصة (Google meet) الالكترونية، تحت عنوان" قراءة في المتغيرات الدولية و الإقليمية وأثرها على الواقع السوري".


بدأت الجلسة بالحديث عن ضرورة بدء الجلسات لهذا العام بقراءة شاملة لأحداث المنطقة والتطورات المتسارعة وذلك لتحديد أثرها على الواقع السوري وكيف يمك للسوريين التعامل معها.انطلق الحديث من المستوى الدولي حيث أشار الحضور إلى وجود توجهات لمشاريع ثلاثة: المشروع الأول هو مشروع الحزام والطريق الصيني الصاعد، حيث رأى الحضور أن المشروع سيكون قادراً على الوصول لغاياته وتحقيق مصالحه، انطلاقاً من أن الصين لديها قدرة على تحقيق التوازن الدولي سياسياً واقتصادياً وعلمياً، والمشروع الثاني هو المشروع الروسي والذي تمظهر بشكل واضح في الأزمة الأوكرانية الأخيرة مع محاولة الولايات المتحدة استقطاب أوروبا وتحجيم النفوذ الروسي، وهنا أكد الحضور على أن ترابط المصالح الأوربية مع روسيا و تمايز الموقف الألماني في العلاقة مع الروس أمر يجب ملاحظته بشكل دائم وسيكون له تثير على سير الأحداث، فيما رأى عدد من الحضور أن مشروع الولايات المتحدة كقطب أساسي مازال يملك الإمكانيات وغير قابل للانهيار حالياً، وأن الصراع الأساس هو لإدارة المصالح وليس صراع إنهاء وجود الآخر، وكان هناك توافق على أن العالم يسير نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب مع وجود هذه المشاريع الثلاثة المؤثرة في المنطقة.




أما على المستوى الإقليمي: اعتبر الحضور المشاريع العربية المستحدثة "كالاتفاقات الابراهيمية ومشاريع الشام الجديد" غير واضحة وأنها مشاريع ليس لها القدرة على الاستمرار، في مقابل المشاريع الثابتة والرئيسة في المنطقة " المشروع الطوراني التركي والمشروع الإيراني والمشروع الصهيوني"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المشروع الصهيوني مرتبط بالغرب وبالتالي مع تراجع وضعف الدور الغربي فإن ذلك سيغير من شكل هذا المشروع و وجوده.



وأشار الحضور إلى أن الواقع السوري متأثر بالواقع الدولي والاقليمي، خاصة مع ضعف الدولة واستمرار التفتت بحكم الواقع، وربما سيذهب لانقسامات أخرى متأثراً بالمشاريع الايديولوجية والدينية التي تحيط به، وأن سوريا كانت دائما لاعباً بارعاً بين المحاور الدولية المتضاربة ومن الصعب أن تتحول بالكامل لتصبح جزءاً من منظومة دولية فهذا يعارض طبيعة سوريا وموقعها وأن المحور الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه هو المحور المعادي للعدو الصهيوني، وفي النهاية أكد الحضور أنه حتى ولو استطاع مشروع الحزام والطريق الصيني تثبيت وجوده، فهو لن يؤدي بشكل تلقائي وبالضرورة لإعادة توحيد سوريا وفق منظومة واحدة، حتى لو زالت كل الاحتلالات، ومع التأكيد على أن هذه المرحلة القاتمة والصعبة في نهاياتها، ولكن لايمكن أبداً التعامل مع المستجدات والتفاعل مع اللاعبين الاقليمين والدوليين بما يحقق المصالح السورية إذا لم يكن هناك مشروع وطني سوري يحقق وحدة السوريين وقدرتهم على أن يكونوا لاعباً واحداً ضمن هذه المشاريع المحيطة بهم.



تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه