يعمل المجتمع المدني على تعزيز أدواره المتنوعة لبناء سوريا وتنميتها اجتماعياً واقتصادياً، ومنذ بداية الأزمة السورية استطاع ناشطو المجتمع المدني السوري تحدي الصعوبات التي تواجههم وكتابة قصص نجاح في مجتمعاتهم المحلية غيرت من طريقة تعاطي هذه المجتمعات مع المجتمع المدني وعززت الثقة بأدواره وقدرته على أن يكون فاعلاَ رئيسياً في عملية التنمية المحلية.

 وبهدف تعزيز هذا الدور والتعريف به أعلنت حركة البناء الوطني بتاريخ 9 حزيران 2020 عن إطلاق مسابقة الفيلم المدني القصير التي توجهت إلى الفرق والمبادرات المحلية وصناع الأفلام من هواة ومحترفين؛ ومعدي التقارير المصورة من صحفيين والناشطين المحليين، لإرسال أفلام قصيرة -لا تتجاوز /10 دقائق/- تتحدث عن نشاط فريق مدني محلي في استجابته للاحتياجات أو لقضية تهم مجتمعه المحلي.

سعت حركة البناء من خلال هذه المسابقة إلى:

- تسليط الضوء على نشاط الفرق المحلية وقصص نجاحها.

- إظهار تنوع المجتمع المدني السوري والتحديات التي يعمل على الاستجابة لها.

- فتح النقاش حول التحديات التي تواجه الفرق المدنية المحلية ومشاركة الحلول وآليات الاستجابة ونشرها.

 

و بعد فترة وجيزة من الانتظار أعلنت حركة البناء الوطني أسماء الأفلام الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى بمسابقة الفيلم المدني القصير، حيث حسم النتائج تقييم لجنة التحكيم المختصة ونتائج تصويت الجمهور على صفحة الحركة للأفلام المفضلة لديهم، وبناءً على ذلك جاءت النتائج كالتالي:

-         المرتبة الأولى حصل عليها فيلم "بتحبني وشهقت بالبكي".

وهو من إنتاج جمعية "ساعد"، لمخرجه "حازم البخاري" وسيناريو "عصام حبال".

-         المرتبة الثانية حصل عليها فيلم "م"من إنتاج فريق "فلفل".

وهو من إخراج "علاء الصغير" وسيناريو "بلقيس التلا" وإشراف "أحمد طبل".

-         المرتبة الثالثة كانت من نصيب فيلم "نحو الشمس".

وهو من إنتاج فريق "سلام يا طبيعة"، وإخراج "محمد ستيتية" وسيناريو "حسن حرفوش".

 

ونتيجة الظروف الصحية الطارئة بسبب انتشار فيروس كورونا تعذر الاحتفاء بصناع الأفلام الفائزة وغير الفائزة كما يجب، لكن تم تعويض ذلك بجلسة محدودة العدد أقيمت بتاريخ 11 آب 2020 ضمّت فريق حركة البناء الوطني وصناع الأفلام الفائزة، تم خلالها تهنئة الفائزين والحوار معهم حول المسابقة وحيثياتها وسماع آرائهم حول التجربة عامة بعد انتهائها.

 

تنوعت الأفلام الفائزة بين الوثائقي والدرامي، وكانت الجلسة غنية بالآراء المتباينة والتجارب المتميزة لرحلة تصوير الأفلام وإخراجها وما رافق ذلك من أفكار وذكريات ممتعة وقيّمة.

ومع انتهاء هذه التجربة أجمع الشباب المشاركون على أنها مغامرة استحقت الخوض فيها والعمل لأجل التوعية بضرورة توثيق العمل المدني وإظهاره والتركيز على القيم والقضايا المدنية بكل الوسائل وطرق التعبير المتاحة، خاصة وأن المجتمع السوري ما زال غير مقتنع أو مطلع بما يكفي على هذا العمل وما تنجزه الفرق والمبادرات والناشطون من أثر على الأرض وما تعنيه هذه القيم التي يسعون لنشرها.

تأمل الحركة في الدورات اللاحقة أن تستطيع تطوير المسابقة وترسيخ مفهومها أكثر، وأن يتوسع طيف المشاركة فيها، وطبعاً، أن يتم اللقاء مع جميع المشاركين ضمن بيئة صحية وأكثر أماناً تتيح إقامة تظاهرة فيلمية مدنية حقيقية.