تدمر... شهادة حية على أحد أفظع سجون العالم

في قلب الصحراء السورية، كان سجن تدمر رمزاً للرعب خلال حكم حافظ الأسد، حيث امتلأت زنازينه بالمعتقلين السياسيين وعُرف بوحشيته وتعذيبه الممنهج، خاصة بعد مجزرة 1980 التي راح ضحيتها مئات المعتقلين.

فيلم تدمر (2016) للمخرجين لقمان سليم ومونيكا بورغمان يعيد فتح هذا الجرح، عبر شهادات 6 معتقلين لبنانيين سابقين عاشوا سنوات من القهر والتعذيب في ذلك السجن الجهنمي.

بأسلوب مؤثر وبعيد عن المشاهد الأرشيفية، يجتمع المعتقلون السابقون في مستودع فارغ بألمانيا، حيث يعيدون تمثيل معاناتهم بأجسادهم وأصواتهم فقط، مما ينقل المشاهد إلى قلب الرعب النفسي والجسدي الذي عاشوه. 

الفيلم ليس مجرد توثيق للمعاناة، بل شهادة تاريخية على استبداد الأنظمة القمعية، ودعوة لعدم نسيان الجرائم ضد الإنسانية، وفتح نقاش حول العدالة والمحاسبة في سوريا.

يُذكر أن الفيلم تم عرضه في سينما بناء بحضور المخرجة مونيكا بورغمان للحديث أكثر عن الفيلم وظروف تصويره وما تبعه من اغتيال للمخرج لقمان سليم بعد 3 أعوام من عرضه.