رؤية طرطوس 2025.. الآفاق والتحديات

في مبادرة نادرة لمشاركة سلطة تنفيذية للمجتمع المحلي في التخطيط والتفكير، برعاية محافظة طرطوس أقامت حركة البناء الوطني بالتعاون مع مركز آرام دمشق للأبحاث والدراسات في طرطوس يوم السبت 23 حزيران 2018 جلسة نقاش تحت عنوان (مناقشة رؤية طرطوس 2025.. الآفاق والتحديات).

ناقشت الورشة رؤية طرطوس التي أعدتها لجنة مكلّفة من السيد المحافظ وذلك بهدف خلق حالة من التشاركية في صنع القرار عبر إشراك المجتمع المدني والمجتمع المحلي والقطاع الخاص.

رئيس حركة البناء الوطني المحامي أنس جودة أشار إلى أنّ الغاية من هذه الورشة هو الوصول إلى أفكار ومقترحات تغني الرؤية وتساهم في بلورتها ووضع خطط تنفيذية لها من خلال مشاركة فعاليات المجتمع المحلي في المحافظة لأنّ الحامل الاجتماعي مهم لها.

وأضاف جودة: "هدفنا الأساسي ترسيخ التشاركية التي تحدث عنها قانون الإدارة المحلية، والذي يعدُّ الخط الأساسي في مشروع الإصلاح الإداري وركناً هاماً لتحقيق التنمية المحلية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتقنية."

بدوره رحّب الأستاذ حيدر مرهج أمين عام محافظة طرطوس بالجهود المبذولة لبلورة الرؤية وإخراجها إلى حيز التنفيذ، متمنياً أن تَخلَص الورشة لجملة أفكار ومقترحات من شأنها إغناء (الرؤية).

مدير التنمية الإدارية في المحافظة رفعت سليمان بيّن أنّ الورشة تعدُّ خطوة مهمة من خطوات بناء الرؤية ووضع الخطط اللازمة والقابلة لتنفيذها، وقال: "الرؤية مبادرة نوعية للمحافظة وستكون البوصلة لتصبح طرطوس لؤلؤة المتوسط حقاً، وخاصة أنّها تملك مقومات عديدة لم تستثمر كما يجب حتى الآن".

ويتطلب الوصول إلى أهداف الورشة وفقاً للمستشار في تطوير الأعمال الدكتور هشام خياط معالجة الواقع الحالي وتأمين بيئة جاذبة تشريعية وتمكينية وموارد بشرية، إضافةً إلى إشراك المجتمع المحلي بعملية صنع القرار في المحافظات كافة.

كما يرى المهندس فراس البعيني خبير التنمية المحلية من محافظة السويداء أنّه من الضروري أن يتم تعميم هذه التجربة على بقية المحافظات السورية، وخاصة وأن عوائق الاستثمار وعوامل تطويره ونجاحه تتشابه كثيراً بين عدة محافظات ومنها هجرة العقول ورخص أجور اليد العاملة ومشكلة تسويق المنتج الزراعي.

 وأكد البعيني أنّه من المهم جداً أن نحاول بشكل مستمر وضع الأفكار الصحيحة للوصول إلى حل لهذه المشاكل مستقبلاً.

وكانت الورشة التي حضرها محافظ طرطوس المحامي (صفوان أبو سعدى) قد انطلقت الورشة بعرض لمجموعة من تجارب ووضع رؤى مستقبلية قدمها الأستاذ بشار مبارك مشرف قطاع الحوكمة في مركز آرام للدراسات كالتجربة الماليزية عالمياً واستعراض تجربتين محليتين سابقتين هما "حلم حمص" و"مدينتنا في حلب" والإضاءة على التمايز في منهج التفكير بين المبادرتين.

وبعد ذلك تلا الأستاذ ياسين حسين مسودة رؤية طرطوس ليتم بعدها الانتقال لمجموعات عمل توزع الحضور فيها بين جهة الإدارة المحلية، القطاع الخاص والمجتمع المحلي والإعلام وذلك وفقاً للقطاعات التي تتضمنها الرؤية (التجارة، والصناعة، الزراعة، التنمية العمرانية، السياحة، الثقافة والإعلام، والموارد البشرية) بغرض دراستها ومناقشتها بدقة بحضور عضو على الأقل من أعضاء اللجنة الدارسة في كل مجموعة والخبراء، للخروج بتوصيات حول كل قطاع.

وتمّ في الجلسة الختامية عرض هذه النتائج والتوصيات التي خلصت إليها مجموعات العمل والتي تمت مناقشتها من الحضور.

يذكر أنّ نتائج ورشة العمل والتوصيات المقدمة بالإضافة لآراء الخبرة سيتم إعدادها على شكل دراسة تفصيلية لتقديمها للسيد المحافظ واللجنة المكلفة للاستفادة منها في تطوير الرؤية باتجاه توسيع القطاعات والعمل باتجاه المحليات الأصغر في المحافظة من جهة وتطوير ممكنات التخطيط الإقليمي خارج المحافظة من جهة أخرى.

حضر الجلسة عدد من السادة مديري الجهات العامة والسادة رؤساء المجالس المحلية وأعضاء اللجنة التي قامت بدراسة الرؤية، إلى جانب نخبة من المدراء العامين ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية بالإضافة لممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والمحلي والإعلام، إضافة لتعاون عدد من الخبراء السيد وزير الصناعة السابق الأستاذ عدنان سلاخو والدكتور في الاقتصاد السيد سامر أبو عمار.