ختام فعاليات "تأملات في الصورة"

في الأمسية الأخيرة من "تأملات في الصورة" والتي أقيمت مساء الثلاثاء 15 حزيران 2021، استعرض ثلاثة من المصورين الشباب مشاريعهم الفوتوغرافية، ورغم أن لكل مصوّر هويته وشخصيته؛ إلا أن المتابع لها يجد أن هذه المشاريع جمعت في خلفيتها هوية سورية مشتركة عايشها هؤلاء الشباب خلال الحرب وأثرت بهم.

فمن الشباب من حاول العودة إلى الماضي لإحياء جزء جميل من ذاكرة السوريين بأصالتها، ومنهم من جال في دهاليز ذاكرته لينقل لنا ما ترسخ في وعي الشباب من أوجاع الحرب ورواسبها، ومنهم من نقل لنا كيف تأثرت علاقات الناس وحياتهم الاجتماعية وأحلامهم بسبب الحرب.

البداية كانت مع الشاب "جعفر شكاس" الذي أحبَّ الشارع ورصد بعدسته التعابير العفوية والصادقة على وجوه الناس خاصة وهم يعملون، حيث جال بين سوق النحاسين وسوق التكية السليمانية بدمشق ثم انتقل إلى ريفها في مدينة النبك، موثقاً في جولاته مجموعة صور حول المهن التراثية القديمة منها صناعة الأواني النحاسية والنسج على النول وغيرها، مركزاً على استخدام أدوات قديمة لم نعد نراها اليوم، وكيف تماهى هؤلاء الحرفيين مع المكان بتفاصيله وألوانه.

ناقش الحضور في صوره تباين الألوان والأحجام وزوايا التصوير وشجعوه على أن تكون صوره أكثر جرأة.

بينما غاص "أمين أبو قاسم" في دهاليز ذاكرته منطلقاً منها للتعبير عن الذاكرة الجمعية التي تشكلت لدى الشباب خلال سنوات الحرب، مجسداً أفكاره في صور باللونين الأبيض والأسود والتي تتسم بالحزن والعزلة واليأس والانتظار، مرفقاً إياها بنص يشرح -من وجهة نظره- ما كان يشعر به لحظة التقاط الصورة.

عقّب الحضور على صوره بأنها تبدو كأنها جزء من فيلم سينمائي يحتاج تتمة أكثر من كونها صوراً فوتوغرافية، وانتقدوا لغة النص المرفق الذي ظلم الصور وأضعفها من وجهة نظرهم.

وشاركت الشابة "علا عباس" بسلسلتين مصورة ومجموعة مختارات، تناولت السلسلة الأولى والتي حملت عنوان "انتظار وضوء" أحلام فتاة تبحث عن الضوء والفرح وحلم الزفاف، إلا أن الواقع الذي تعيشه حقيقةً عكس ذلك وهو واقع النساء السوريات الثكالى اللواتي يعشن الحزن والفقد والوداع.

وحملت السلسلة الثانية عنوان "الثالث" وهي سرد قصصي له بداية ونهاية وتمثل كل صورة مرحلة زمنية، وتعبر عن العلاقات الإنسانية بتجاذبها ونفورها، وسبق كل صورة سكيتش وإعداد مسبق للقطة والمكان والإضاءة.

وتميّزت بقية الصور بتفاصيلها الدقيقة والتي أثارت فضول الجمهور لمعرفة ماهيتها ومكان التقاطها والتي أبدعت علا بتفاصيلها نتيجة تأثرها بدراسة فن العمارة.