الواقع السوري: 

خلل البيئة السياسية وتحدي بناء الدولة

انطلقت الجلسة الأربعين من جلسات  الأربعاء_السوري  بتاريخ 28 تموز 2021 في مقر حركة البناء الوطني بدمشق والتي حملت عنوان (الواقع السوري: خلل المجتمع السياسي وتحدي بناء الدولة – كسر العطالة وإدخال المجتمع إلى مساحة الشأن العام).

جاءت هذه الجلسة ضمن سلسلة الجلسات التي تهدف إلى تفكيك  رؤية شمل   نحو المرحلة الثالثة من تاريخ سوريا  للبحث عن أسباب العطالة السورية وكيفية الخروج منها، لا سيما أن هذه العطالة ترتبط بأزمة المشاركة في الشأن العام وتسببت بمتوالية من الأزمات والإنفراجات المتلاحقة حاولت "شمل" تحليل أسبابها والتي تبين أنها ناتجة عن حالة احتكار ومركزية شديدين وغياب المشاركة بالشأن العام والتفتت الاجتماعي والذي زاد بعد عام 2011.



ركزت هذه الجلسة على ثلاثة محاور وهي:
- الحلول المطروحة للحد من الأزمة سواء داخلية أو خارجية.
- كيفية تفعيل مشاركة المجتمع في الشأن العام.
- دور المحليات في التعبير عن مصالحها.

توافق الحضور في المحور الأول على أن حالة الاستعصاء التي تعيشها المنطقة العربية ككل وسوريا خاصة هي قديمة وتمر اليوم بأسوأ حالاتها، حيث يعاني الناس في سوريا من حالة إحباط ويأس فلا مبادرات جديدة تلوح بالأفق ولا بوادر لتفعيل دور المجتمع وقياداته، وأننا بشكل أو بآخر ننضوي تحت مخططات لمشاريع دولية (تركية – إيرانية - إسرائيلية) للمنطقة العربية والتي تتحكم بقضاياها الداخلية والخارجية، حتى أن الحلول المطروحة اليوم سواء التوجه شرقاً باتجاه الصين أو شمالاً باتجاه تركيا، أو حتى جنوباً باتجاه العمق العربي ليس بمقدورها الخروج من الإطار الذي رسمه القرار الدولي 2254، بدليل المبادرة الصينية الأخيرة للحل ذات النقاط الأربع





وفي سبيل الخروج من هذا الاستعصاء أكد الحضور على أولوية الحل السياسي والذي إن تحقق يمكن أن يقود عجلة الاقتصاد وموارده المتنوعة إلى النمو مجدداً، شرط أن تتوافر ممكنات وأدوات لهذا الحل السياسي، وذلك ببناء قوى سياسية مجتمعية يمكن أن تجلس معاً على طاولة واحدة للتفاوض والحوار لوضع تصور ورؤية وإطار جامع، على اعتبار أن الواقع اليوم يؤكد غياب أي قوى قادرة على الجلوس على الطاولة، وعند بناء هذه القوى سيتم إعادة بناء الدولة السورية وفق مصالح السوريين وليس مصالح الدول المتدخلة، مع التأكيد على أن عملية البناء هذه عملية تراكمية وممارسة يومية من قبل كل فرد ومؤسسة في المجتمع.

واقترح البعض إطلاق تجمع مجتمعي عابر للأحزاب والأديان والطوائف والإثنيات يكون فاعلاً على الأرض، وأن يفرض نفسه سلمياً بكل وضوح، ليتمكن الناس من خلاله من التعبير عن مصالحهم ومطالبهم وحماية أنفسهم.

كما أكد الحضور على ضرورة إشراك كل السوريين في الحلول، بمن فيهم السوريين في الخارج باستثمار رأس المال المجتمعي المغترب في كل أصقاع الأرض، خاصة الجيل الأول منهم والذي ما يزال يشعر بالانتماء لوطنه، باعتبار هؤلاء المغتربين خزان هائل للمعلومات والتطورات التكنولوجية يتوجب استثماره بالشكل الأمثل أولاً وإشراكهم في صنع القرار وتوجيه التحويلات التي يقدموها إلى مسارب تنموية ثانياً.




وركز الحضور على أزمة الانتماء التي يعاني منها جيل الشباب سواء داخل أو خارج سوريا تجاه وطنهم والتي يمكن الحد منها بالاستماع لرأيهم وكيف يحلمون بوطنهم أن يكون، حينها يمكن إشراكهم في بناء هذا البلد وتعزيز انتمائهم إليه.

وأخيراً أكد الحضور على ضرورة الاهتمام بالحاجات الخاصة للمجتمعات المحلية عبر البحث عن احتياجات هذه المجتمعات قبل تنفيذ المشاريع التي قد لا تتناسب واحتياجاتهم أو ظروفهم، ومحاولة تلبية الاحتياجات وفقاً لخصوصية كل منطقة، وهنا يمكن للحالة المدنية أن تعلب دوراً في توجيه مشاريع المنظمات الدولية لتلبية هذه الاحتياجات في سبيل تحقيق تنمية محلية مستدامة.




تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه