الدور العالي للمجتمع المدني: 

_بناء الهوية_

في إطار تفكيك رؤية شمل نحو المرحلة الثالثة من تاريخ سوريا انطلقت الجلسة الخامسة والأربعين من برنامج الأربعاء السوري بتاريخ 6 تشرين الأول 2021 والتي حملت عنوان "الدور العالي للمجتمع المدني :بناء الهوية" بحضور مجموعة من الخبراء والناشطين المدنيين في مكتب حركة البناء الوطني بدمشق وافتراضياً عبر منصة زووم الالكترونية.


ركزت محاور هذه الجلسة على الدور العالي للمجتمع المدني كلاعب أساسي في مسار بناء الهوية السورية، سواء عبر تثبيت القيم المشتركة التي تقوم عليها هذه الهوية، أو الوصول إلى قواسم مشتركة يتفق عليها كل الأطراف والقوى المجتمعية السورية.

أجمع الحضور أن السياق التاريخي يؤكد أن مسألة الهوية كانت دوماً أمراً معقداً ولم يفتح لها مسار واضح منذ نشوء الكيان السوري بمؤتمر التأسيس الأول، وتكمن إشكاليتها بأنها هوية قسرية لمجموعة من الهويات لأن سوريا عبر التاريخ تشكلت من حضارات وانتماءات مختلفة، ولم تلحظ الهوية السورية هذه المكونات المختلفة ولم تشعرها يوماً بأنها متساوية، كما أن المناداة بهوية قائمة على الأمة لم يعد مجدياً في ظل تنازع مفهوم الأمة بين الديني والقومي، وأن القيم التي بنيت عليها الهوية السورية سابقاً ربطتها بقيم لا تشبه السوريون ولم يشاركوا في بنائها أصلاً ، بل كانت مقيدة بولاءات سياسية.





وفي سبيل الوصول إلى هوية مشتركة لكل السورين اتفق الحضور على أهمية العمل المدني على تثبيت قيم إنسانية كالمساواة والعدالة والحرية والاقتصاد، مع التركيز على حقوق الإنسان وواجباته، إلى جانب تفعيل الانتماء للدولة القائم على المواطنة والمصلحة المشتركة لجميع السوريين، وعندما يعي الناس قيمة هذه الهوية الجامعة وما هي مكاسبهم من وجودها وما هي مخاطر غيابها عند التعرض لأزمات، فإنهم يدافهون عنها.



اما الدور الثاني الذي يمكن للمجتمع المدني أن يشارك فيه بمسار بناء الهوية فهو لعب دور الوساطة بين الأطراف المختلفة باعتبار أن الهوية الوطنية ليست بديلاً عن الهويات الفرعية ولا تقصيها ولا تتضارب معها، وإنما تبنى على أساس عقد اجتماعي توافقي يضمن حقوق المواطنة والانتماء، ويوضع هذا العقد حين يجلس جميع السوريين على طاولة حوار واحدة.

ويكمن دور المجتمع المدني هنا في رفع مستوى الوعي المجتمعي ليتقبل بعضه بعضاً باختلافاته، والعمل على جسر الهوة بين مختلف الأطياف المجتمعية

وفي ختام الجلسة تم التأكيد على أن الهوية سيرورة دائمة لا تنتهي ولا تخلق بلحظة، ولكن المعضلة أن تكون هذه السيرورة تفاعلية وليست تصادمية كي نضمن ألا تتناحر الأجيال القادمة عليها مجدداً.




تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه