دور المجتمع المدني: التغيير الاجتماعي


واصلت جلسات الأربعاء السوري تفكيك رؤية شمل نحو المرحلة الثالثة من تاريخ سوريا حيث حملت الجلسة السادسة والأربعين عنوان الدور العالي للمجتمع_ لمدني: التغيير الاجتماعي بحضور مجموعة من الخبراء والناشطين المدنيين في مكتب الحركة وافتراضياً عبر منصة زووم الالكترونية.


انطلقت الجلسة في المحور الأول من توصيف الواقع السوري من حيث العطالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية التي يعيشها والهوة بين المجتمع والسلطة، فناقشت المعوقات الناجمة عن حالة العطالة كالمركزية والاحتكار، وإيجاد كيانات مدنية مقولبة ترسخ حالة الهيمنة والاستئثار السلطوي، وغياب دور المحليات لاسيما عن انتاج النخب لأن لا أحد يأخذ مصالحها بالاعتبار ، وغياب قاعدة شعبية ضاغطة لمناصرة العمل المدني، إلى جانب الخلط في بداية الألفية الجديدة بين المدني والمعارضة، وكذلك اعتماد نموذج رد الفعل الاقتصادي على التطورات في الإقليم. .
كما ناقشت بالمقابل الفرص المتاحة اليوم لتقديم طروحات جديدة والمضي قدماً، مع ما أتاحته أزمة 2011 من انتشار لثقافة الفرق التطوعية والجمعيات إضافة إلى التحديات التي أفرزتها أزمة كورونا من حيث نضوب الموارد وغياب الخطط المركزية التي ساهمت بارتقاع صوت جديد محلي ينادي بمصالح محلية متبلورة قد تختلف عن مصلحة المركز.




واظهرت الجلسة في المحور الثاني التوافق على الحاجة إلى التغيير التشاركي سواء من خلال توفير البيئة السياسية أو البيئة القانونية أو من خلال الثقافة العامة او من خلال البحث في الموارد المتاحة على أن يبدأ التغيير من القاعدة لأن كل نماذج التغيير السابقة كانت تطرح من الأعلى، على ان تكون المصلحة أساس الشراكة، فالشراكة في التغيير تتطلب مشاركة مختلف أطراف المجتمع ويحقق مصالحها، دون احتكار أحد لأي مساحة أو محاولة السيطرة عليها. بالإضافة إلى أن اي تغيير لا بد فيه من أن تعي المحليات مصالحها سواء على المستوى المحلي أو الوطني بما لا يتعارض والعقد الاجتماعي.



وفي المحور الثالث ناقشت الجلسة دور المجتمع المدني في التغيير حيث تمت الإشارة إلى أن التغيير المطلوب هو بنائي وظيفي لا بد أن يسير على مستويين؛ المستوى الاول يتلخص باستهداف المجتمع المدني نفسه بالتغيير من حيث التركيز على الوجود والمكانة أولاً ، والبحث عن حوامل سياسية واقتصادية واجتماعية له، والعمل على ترسيخ ثقافته في المجتمع وتعزيز استقلاليته للوصول إلى حالة أكثر فاعلية له،
وعلى المستوى الثاني يكون التغيير على مستوى نمط العلاقات بين المكونات المجتمعية، فيكون دور المجتمع المدني ريادياً إذا ما امتلك الأدوات والموارد، على ان يكون اساس التغيير مصلحة كل المكونات لترى هذه المكونات ان التغيير يعظّم مصالحها ولا يستهدفها بذاتها ويتيح تبادل الخبرات بين المكونات لإنجاح أي مشروع او برنامج، على ان يكون له رؤية مشتركة بمستوى الدور وليس توحيد الأدوار، وأن يعي المجتمع أهمية مشاركته بمسار صنع القرار، والمصلحة والفوائد التي ستعود على جميع الأطراف إذا تحقق ذلك فيبدأ هذا التغيير من الاعتراف بالآخر ثم التعددية واحترام هذا الآخر مروراً ببناء مصالح معه ووصولاً إلى حالة الشراكة..



تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه