احتياجات النساء وحمايتهن في الكوارث



اتفق المشاركون في حوار الأربعاء السوري على أن النساء هن الفئة الأشد تأثراً بالكوارث والأكثر احتياجاً طوال فترة الاستجابة، ولكن آرائهم تنوعت في الأسباب والمقترحات، فمنهم من أشار إلى أن عدم وجود أي كيان نسوي في مراكز صنع القرار أثر سلباً وظهر بشدة في كارثة الزلزال، ومنهم من أشار إلى ضرورة اطلاق حوار وطني حقيقي للخروج من الواقع الحالي والتوافق على ملامح مرحلة جديدة لا تكون المرأة غائبة عنه شكلاً أو مضموناً.

واستضافت حركة البناء الوطني في الجلسة التي حملت عنوان "احتياجات النساء وحمايتهن في الكوارث" والتي أقيمت مساء يوم الأربعاء 15 آذار 2023، استعرضت في محورها الأول واقع الاستجابة لاحتياجات النساء، وفيه اجمع المشاركون على أن احتياجات النساء والفئات الأكثر هشاشة لم تكن ضمن أولويات الاستجابة الحكومية والمجتمعية والمدنية خلال كارثة الزلزال الأخيرة، وأن هذه الاحتياجات لا تنحصر فقط بالجانب الصحي ومستلزماته، وإنما يشمل قضايا عدة تزداد بشكل طبيعي خلال أي كارثة أو أزمة مثل قضايا الحماية من التحرش والاستغلال. 

ووصف المشاركون أداء المنظمات المدنية بشكل عام والنسوية بشكل خاص بالمتخبط، رغم ما راكمته - هذه المنظمات - من خبرة ضمن قطاعات متنوعة خلال سنوات طويلة من الحرب، وأشاروا إلى أن الوعي المجتمعي لاحتياجات النساء أو أي فئة أخرى بحاجة لجهود على كل الأصعدة الثقافية والتعليمية والصحية والقانونية ليصبح ثقافة وينعكس بعدها على الإجراءات والأداء، ومنهم من رأى أن هول الكارثة وقلة الموارد وغياب الخطة والاستراتيجية الوطنية لدى المؤسسات الحكومية أو المنظمات غير الحكومية لم يسمح للجمعيات والفرق العمل ضمن تخصصاتها وإنما دفع الكل للغرق في تلبية ذات الاحتياجات مما سبب فجوة كبيرة بما يتعلق باحتياجات النساء.

بينما تناول المحور الثاني من الجلسة الآليات المقترحة لتضمين احتياجات النساء واحتياجاتهن في الاستجابة للكوارث، وفيها اجمع المشاركون ضرورة وجود جهة معنية بشؤون النساء تعمل على تحسين حضورهن في المجتمع السوري، سواء كانت هذه الجهة حكومية أو مدنية، وخاصة في ظل الفراغ الكبير الذي تركه حل الاتحاد النسائي رغم ضعف دوره في السنوات الاخيرة، وأن فجوة الاستجابة لاحتياجات النساء لا تتحمله الكيانات النسوية فقط بل أيضاً غياب النساء النسويات عن مراكز صنع القرار ومقاعد البرلمان والوزارات. واتفقوا على ضرورة التزام الجمعيات والفرق باختصاصاتها عند الاستجابة لعدم خلق فجوات كما حدث في الاستجابة لزلزال شباط 2023، وضرورة اطلاق حوار وطني حقيقي كضرورة لخروج السوريين من واقعهم واعادة توافقهم على ملامح مرحلة جديدة تحضر فيها النساء وصوتهن دون أي تغييب لهن ولمصالحهن.


تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المصورة أدناه