ورشة الإعلام المحلي ودوره في التنمية


عُقدت الورشة بهدف تقديم معرفة أوسع لمجموعة من الإعلاميين حول الإدارة المحلية والقانون الناظم لها في سوريا كمدخل للانتقال نحو مواكبة الإعلام للتحول الذي تشهده سوريا نحو اللامركزية الإدارية.

في سياق مشروع الإدارة المحلية والتنمية عقدت حركة البناء الوطني في مقرها بدمشق ورشة عمل بعنوان "الإعلام المحلي ودوره في التنمية" بتاريخ 22 آذار 2019، بمشاركة إعلاميين من وسائل إعلامية متنوعة ومن مختلف المحافظات السورية.

الحقوقي بشار مبارك منسق "مشروع الإدارة المحلية والتنمية" في حركة البناء الوطني وأحد المدربين في الورشة أشار إلى أنّ الإدارة المحلية تتعدى حدود الجانب الإداري المؤسساتي لعمل المجالس المحلية والقوانين الناظمة لها، فهذا الجانب يتكامل مع البعد المجتمعي عبر مشاركة المجتمعات المحلية وعلى رأسها الإعلام.

وبيّن مبارك أنّه على الإعلام أن يكون حاضراً من خلال رصده ومتابعته للمجتمع المحلي ككتلة لها ديناميكيتها وتفاعلها مع البيئة التي تنتمي لها، ومجالس الإدارة المحلية المنبثقة عنها انطلاقاً من الدور الرقابي الهام الذي أناطه به قانون الإدارة المحلية كأحد أدوات الرقابة الشعبية لعمل هذه المجالس.

وأكد مبارك أنّ دور الإعلام يساهم في جسر هوة الثقة بين المجالس وما تقوم به من مهام وبين المجتمعات المحلية التي راكمت العديد من الخبرات في السنوات السابقة من خلال أدوارها التنموية والإغاثية وأصبحت اليوم أكثر ما تكون حاجة للوصول إلى المعلومة الصحيحة، والمشاركة في عملية صوغ الخطط المحلية ومناقشتها لاحقاً.

وشدّد مبارك على توظيف الإمكانيات كافة المجتمعية والحكومية خدمةً لتنفيذ هذه الخطط، لا سيما في ظل تطورات المشهد السوري التي تفرض نفسها على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتؤثر مباشرة في سياق العمل الحكومي والخطط والبرامج التي تعمل عليها الحكومة حالياً، في محاولة منها لرسم آفاق المرحلة المقبلة لسوريا ما بعد الحرب، في مقاربات ما تزال تعمل وفق منهجية تخطيط مركزية تنعكس أيضاً على آلية العمل والتنفيذ.

وحول واقع الإعلام في سوريا خلال مرحلة ما بعد الحرب واحتياجاته للنهوض بعملية التنمية، أوضح "بلال سليطين" صحفي ومدرّب في الورشة، أنه تمّ خلال هذه الورشة تقديم معرفة أوسع حول دور الإعلام، واحتياجاته، ودوره في مواكبة التحول الذي تشهده سوريا نحو اللامركزية الإدارية، ومدى مساهمة الإعلام المحلي إيجابياً في هذا التحول ودعم هذا المفهوم، مشيراً إلى أنّ الإعلام يمكن أنْ يتحول من منفعل ومواكب للحدث إلى شريك في عملية التنمية والنهوض في المجتمع.

وبما أننا نتحدث عن الإدارة المحلية والمشاركة، كان من المهم والضروري أن نلجأ للإعلام نفسه والفاعلين فيه خصوصاً في المحليات، من أجل العمل على تحديد احتياجات الإعلام من قبلهم بشكل أساسي، والمشاركة معهم في تحديد دور الإعلام خلال عملية التحول نحو اللامركزية الإدارية.

جملة من المخرجات نتجت عن هذه الورشة حول الحاجة لوجود مؤسسات إعلامية محلية متنوعة، وزيادة مساحة انتشار الإعلاميين جغرافياً حتى لا يتم تهميش أي منطقة، إضافةً لبناء القدرات، ونشر الوعي والمعرفة للجمهور وغيرها.

وتمّ في الورشة استعراض نتائج دراسة أنجزت محلياً حول الجمهور السوري واحتياجاته، ووسائل الإعلام المحلية في سوريا، كجزء من سياق مفهوم الإدارة المحلية والصحافة المحلية.