الشباب من الاستماع إلى المنبر  

 

تشهد الساحة السورية حراكاً لم تألفه عبر عقود من ندوات وحوارات، حيث يبرز الشباب كأحد أدوات التغيير والنهوض بسوريا الجديدة، فبعد عهود من الإقصاء والتهميش وقولبة الدور، فتح سقوط النظام الآمال لإمكانية انتقال الشباب إلى دائرة الفعل والتأثير والمشاركة في صنع السلام المستدام في سوريا الجديدة.

بناءً على ذلك أطلقت حركة البناء الوطني السلسلة الحوارية الشبابية لمناقشة واقع الشباب وأدوارهم وتطلعاتهم لسوريا القادمة وذلك في الجلسة الثانية والثمانين من برنامج الأربعاء السوري في مكتبها بدمشق بتاريخ 5 شباط 2025 بمشاركة مجموعة من الشباب والناشطين المدنيين بعنوان: الشباب من الاستماع إلى المنبر.

ناقشت الجلسة في المحور الأول التحديات التي واجهت الشباب في المراحل السابقة، كالتحديات السياسية المتعلقة بمصادرة دور الشباب واحتكاره عبر الأطر الجاهزة والمقولبة من قبل البعث وعدم وجود استراتيجية وطنية للشباب وتعرضهم للاستقطاب من قبل أطراف النزاع، بالإضافة إلى تحديات أمنية بسبب الملاحقات والاعتقال واستعمال الترهيب، وكما تبرز التحديات الاقتصادية الناجمة عن تردي الوضع المعيشي الذي دفع الشباب إما للعسكرة أو الهجرة، وتحديات ثقافية تتعلق باختلاف القيم وأولوياتها و وجود ثقافة أبوية تحكم طموح الشباب وضعف ثقافة تقبل الآخر و وجود صور نمطية عن المجتمعات المحلية.

فيما ركز المحور الثاني على الفرص المتاحة التي يمكن للشباب استثمارها اليوم والتي تتعلق بوجود فرصة لمنع عودة الاستبداد والاستفادة من مساحة الحرية الموجودة لإثبات الوجود وتفعيل الدور وصولاً للشراكة بصنع القرار.

تناول المحور الثالث مستقبل دور الشباب في بناء سوريا الجديدة كحامل أساسي للتغيير الأمر الذي يتطلب النهوض بمنهجية عمل مستدامة للشباب تقوم على دراسة الاحتياج وبناء استراتيجية لتفعيل الدور وخلق أدوار جديدة سواء عبر التنظيمات المدنية أو خلق كيانات شبابية؛ وكسر حالة الخوف والسلبية في التعاطي مع الشأن العام ومحاولة بناء سردية شبابية وطنية، والعمل على إيجاد آليات للتواصل بين الشباب بعيداً عن الاصطفافات السابقة كأداة لخلق صمامات أمان للسلم الأهلي ومعالجة خطاب الكراهية في مواجهة التصدعات المجتمعية، بالإضافة إلى رفع الوعي بمصطلحات الشأن العام والعمل ليكون الشباب جزء من صنع القرار وليس الوقوف فقط في مواجهة تغول السلطات.

تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المصورة أدناه 

التقرير المصور