مشاركة الشباب في الانتخابات التشريعية
بعد وقت قصير من انتهاء انتخابات الدور التشريعي الثالث في عام 2020 وصدور النتائج تعددت الأصوات والآراء حول هذه الانتخابات ونتائجها وحيثياتها ككل.
خُصصت الجلسة الثالثة والثلاثين من جلسات مشروع
الأربعاء السوري
والتي عقدتها
حركة_البناء_الوطني
في 29 تموز 2020، للحديث حول المشاركة الشبابية تحديداً في هذه الانتخابات بعد ملاحظة مشاركة نوعية لشباب لديهم تجارب في
العمل المدني
والمجتمعي وعلى مستوى عال من التمكين في قضايا
الشأن العام
، فكانت تجربة تستحق أن يُبحث فيها كيف كانت، وكيف يمكن تقييمها بعد انتهائها.
تنوّع ضيوف الجلسة بين شباب خاضوا تجربة الترشح للانتخابات الأخيرة وناشطين مدنيين وإعلاميين، وكانت انطلاقة الجلسة مع سرد الضيوف المرشحين كلٍ لتجربته بدايةً من الأسباب التي دفعتهم للترشح والتي تجمعت حول فكرة كون قضايا الشباب اليوم أولوية والحاجة إلى تمثيلهم والتعبير عن احتياجهم قبل أن تتلاشى شريحة الشباب بين مهاجرين وشهداء وجنود. وقد تحدث المرشحون عن برامجهم الانتخابية ورؤيتهم لكيفية إيصال صوت الشباب والمجتمع إلى المجلس سعياً للتغيير ومحاولة للانخراط الجدي في الشأن العام والعمل السياسي.
تنوعت التجارب الانتخابية للضيوف المرشحين بين من شارك كمستقل ومن انضم إلى القوائم الانتخابية سواء قائمة الجبهة الوطنية أو غيرها، وبين من عمل على إطلاق حملة انتخابية واسعة سواء على مواقع التواصل أو على الأرض بلافتات طرقية وزيارات مناطقية ولقاءات مع الناس، وبين من لم يعمل على حملة إطلاقاً أو اكتفى بمواقع التواصل للترويج لبرنامجه الانتخابي.
من العوائق التي واجهها الشباب المرشحون كانت عزوف الناخبين وخاصة فئة الشباب عن الانتخاب لأسباب عديدة أهمها عدم الإيمان بجدوى الانتخابات وعدم وجود الثقة بين الشعب وممثليه واعتبارات أخرى تتعلق بنزاهة الانتخابات أو غير ذلك. ورغم كون المرشحين الذين شاركوا في الجلسة هم أصحاب خلفية في العمل المدني ولهم قاعدة جماهيرية واسعة تشكلت أثناء هذا العمل إلا أنهم وجدوا صعوبة في صياغة الخطاب المناسب لهذه الشريحة من الناس.
لم يجمع الحضور على أن المشاركة الشبابية هذه الدورة كانت نوعية فعلاً ولا أنها تشكل حالة ملحوطة من الحماس الشبابي، وإنما كانت حالات فردية موزعة على المناطق بعضها يمتلك الخلفية الثقافية والمعرفية الكافية وربما وصل إلى مشارف الاحتراف السياسي وبعضها ليس كذلك. لكن ما يمكن لحظه وتثمينه هو بداية تطور حالة المشاركة السياسية للشباب القادمة من أرضية العمل المدني والمجتمعي والتواصل بين كثير من المرشحين الشباب والدعم المتبادل لبعضهم والتنسيق في الحملات الإعلامية.
في الختام أشار الحضور إلى أهمية أن يعمل المرشحون أنفسهم على متابعة الانتخابات ومراقبتها، والطعن بالصناديق المشكوك بها والإبلاغ إلى اللجنة القضائية وإلا فإنهم يساهمون في تراجع نزاهة الانتخابات ويبدأون مسيرة عملهم مبنية على خطأ، وفي رؤيتهم للمستقبل وللمرحلة القادمة أكدوا على أن المجال مفتوح أمام الشباب وهدفهم كناشطين في الشأن العام أن يعملوا على تغيير المعيقات البنوية في عملية المشاركة السياسية كقانون الانتخاب، ودور مجلس الشعب، بالإضافة للبحث عن نوافذ تمنحنا القدرة على الفعل والتغيير، ومساحات للتعبير والتمثيل.
تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه