حفل موسيقي لـ "تريو العود"

أحيا "تريو العود" أمسية موسيقيّة منوّعة من عزف وغناء في صالون "برنامج غصن" الثّقافيّ في حركة البناء الوطني مستفيداً من إمكانيّات آلة العود في استنباط حوارات دراميّة بين الأعواد الثّلاثة، بتقنية تلعب على انسياب الأنغام وانقطاعها بعد فترات صمت قصيرة، ما يثبت مهارة العازفين الثّلاثة، في ضبط تواقت دخولهم وخروجهم من مكوّنات المقطوعات.

تناور الأعواد الثّلاثة أدوار التّقسيم والعزف والإيقاع، كي لا يقع العازف المنفرد في نمطيّة العزف، ليستلم كلّ عازف، في كلّ مقطوعة جديدة دوراً جديداً.

الملفت للنّظر، تجاوب الجمهور الّذي حضر الأمسية، وتفاعله معها، على الرّغم من التكنيك العالي في العزف، ما يثبت بأنّ الجمهور قادر على تذوّق الجمال، حتّى لو كان على درجة عالية من الإتقان.

تلا العزف المنفرد، غناء طربيّ عربيّ وسوريّ، أدّته المغنّية "مرح حنّا" بإحساس عالٍ، على الرّغم من مرضها، وبحّة صوتها الجميل.

لا ننسى العزف الجميل على الغيتار، الّذي أدّاه عازف الـ"فلامينغو" "أحمد صيّاح" بأكثر من معزوفة فلامينغو ذات شهرة عالميّة، والجوّ الّلطيف، الّذي جعل الجميع يشاركه بالغناء والتّصفيق، حين عزف على الغيتار قدوداً حلبيّة، وبعض الأغاني العاطفيّة الخفيفة.

ما يجعلني واثقاً ممّا أقول: ردود فعل الحاضرين على ما سمعوا، ليس بالتّصفيق، أو الغناء، بل بإغماضات عيونهم، وتلويحات رؤوسهم، مسافرين مع الأنغام العذبة.

شكراً لمن عزف وغنّى فأطرب؛ وشكراً لمن حضر، فكان خير المتفاعلين.