بحث ملف المفقودين في برنامج الأربعاء السوري

يعدُّ ملف المفقودين والمخطوفين والمعتقلين والمغيبين قسراً من أعقد الملفات التي ترافق الحروب، حيث شكلّ ضمن الحرب السورية تحدياً إنسانياً هائلاً وشهد محاولات للتسييس، فهل يكون أحد مداخل بناء السلام؟

عقدت حركة البناء الوطني في مقرّها بدمشق الجلسة الحوارية رقم 71 من برنامج الأربعاء السوري من سلسلة  تعافي سوريا، بعنوان: "المفقودين.. الأولويات الإنسانية ومداخل بناء الثقة".

شارك في الجلسة التي صادف تاريخها 30 آباليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسريمجموعة من الناشطين والخبراء من الداخل والخارج فيزيائياً وافتراضياً، وناقشوا ملف المفقودين كأحد المداخل السبعة للدخول في مرحلة التعافي.

اقرأ أيضاً.. إطلاق سلسلة تعافي سوريا 

Syrian Wednesday

دار المحور الأول حول الآليات التي تمّ اتباعها للتعاطي مع حالات الفقد المختلفة، كالآلية الرسمية مثل تجربة وزارة المصالحة الوطنية وهيئة المصالحة، أو شبه الرسمية المتمثلة بلجان المصالحات المحلية أو المجتمعية التقليدية أو المدنية في الداخل والخارج، إضافة إلى الآليات الأممية، والصعوبات التي واجهت عملها جميعاً.

وأكد المشاركون قصور هذه الآليات عن المعالجة وعدم الوضوح والشفافية في تطبيقها، وخضوعها للاستقطاب والتسييس الذي طبع أغلب تجاربها في الخارج وتعرض المشمولين فيها في بعض الأحيان إلى الابتزاز.

"ملف المفقودين مرتبط بمسؤولية الدولة عن كافة المواطنين وضروري لبناء الثقة بالدولة ومؤسساتها"

وأشار المشاركون في المحور الثاني إلى مداخل العمل الممكنة لإدارة ملف المفقودين، مشددين على ضرورة التأكيد على إنسانية الملف وضرورة إخراجه من المساحات التفاوضية والسياسية  إلى المساحة الإنسانية والقضائية.

وشدد المشاركون على أنّ ملفالمفقودينمرتبط بمسؤولية الدولة عن كافة المواطنين وضروري لبناء الثقة بالدولة ومؤسساتها في ظل الجهود المبذولة للوصول إلى حل مستدام.

وأكد المشاركون على ضرورة إيجاد مقاربة سياسية تتيح الوصول إلى آلية وطنية لإدارته وتشجيع الأطراف المختلفة للتعاطي معها مع التأكيد على تضمينيه كافة المفقودين بما فيهم المفقودين خلال رحلة الهجرة واللجوء أو لدى الجهات الدولية التي تحتل اجزاءً من الأراضي السورية، ومحاولة ضمان عدم استغلالها من قبل أطراف معينة لفرض شرعية هذه الأطراف.

وركز المشاركون في المحور الثالث على أهمية دور المجتمع المدني في هذا الملف وفرصة منظماته وكياناته في لعب دور أساسي لمد الجسور بين الأطراف المختلفة والحشد والمناصرة للحفاظ على إنسانية الملف وعدم تسييسه.


تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المصورة أدناه