حكايا الصور
أيلول 2021
تتوالى أمسيات حكايا الصور في رحاب صالون بناء الثقافي؛ إلا أنّ أمسية 7 أيلول 2021 كانت مميزة هذه المرة من حيث تعدد الرواة وكثافة وغنى الطرح، وبدت الأمسية وكأنّها درس في السرد القصصي ومستوياته وأنواعه، في جو مليء بالتناغم والإبداع.
البداية مع الصحفية لينا ديوب في قصتها (الشاهد الصامت) والتي ربطتها بمصياف وملأتها بتفاصيل عائلية حميمة مرتبطة بالشتاء وبالأزياء التراثية التقليدية والكثير من الذكريات، وطغت عليها بوضوح هواجسها الشخصية ومخاوفها من تشتت العائلة بالسفر واللجوء.
والرواية الثانية كانت مع أصالة قسّام بعنوان (ابن الذئبة) في قصة كثيفة الطرح، مضبوطة الإيقاع، ومليئة بالاشتقاقات، وتميزت بقوة الحدث المفاجئ الذي لاقى استحسان الحضور.
ومع أمل عرقسوسي كانت الرواية الثالثة بعنوان (ضحكتها) التي يستذكرها طفل صغير وهو يروي ذكرياته مع عائلته بأسلوب لطيف تشكيلي، وبطريقة التداعي الحر بلا قيود.
وجالت ليندا حسين مع بطل قصتها في رحلة تحضيرية لجنازة أمها المريضة، امتلأت بمشاعر إنسانية عالية خاصة في وصف لقائها بها في مشهد ساحر، تميز النص بجمله المترابطة ودلالته المشبعة، والذي يمكن أن يتطور ليصبح نصاً سينمائياً قصيراً أو مقدمة لقصة طويلة.
وجنحت صبا طعمة بخيالها في فانتازيا رائعة بعنوان (الهريبة ثلثين المراجل) في نص طويل شجاع لعبت فيه ببراعة على وتري التاريخ والحس الكوميدي العالي، تفوقت فيهما بالعبور بين عالمين.
وختام الأمسية كان مع نبيه عريج في قصة بسيطة، ساخرة ومسلية ولكنها عميقة، فيها تضاد بين الحقيقة والواقع الذي يبدو خلاف ما هو عليه، اِستَخدم فيها ألفاظ شعبية وأدخل جملاً عامية، وختمها بربط ذكي مع إحدى التفاصيل الداخلية لقصته.
وأخيراً روى لنا
الدكتور أحمد حسن منسق الصالون الثقافي القصة الحقيقية للصورة والتي تعود لعام
1967 لعائلة من المدينة الشرقية بريف حمص – منطقة القصير، والتقطت الصورة بلا أي
مناسبة سوى احتفاء هذه العائلة بالكاميرا وحماسهم لأخذ صورة جماعية لهم، ويتضح
فيها اللباس التقليدي للنسوة في تلك الفترة.