أزمة الوثائق الرسمية.. البدائل والحلول في الأربعاء السوري
أدت الحرب في
سوريا لاستهداف المؤسسات العاملة على الوثائق الرسمية وفقدان ألاف منها، وزاد
الأمرَ تعقيداً التوثيق التقليدي المتبع وتبعات الاستقطاب، ما منع الكثيرين من
الوصول إلى وثائقهم.
لذلك يعدُّ البحث عن آلية وطنية شاملة لمعالجة أزمة الوثائق الرسمية وإيجاد البدائل والحلول من الأولويات لدى السوريين وأمراً ضرورياً لبناء الثقة والتخفيف من معاناتهم، وخاصة مع معاناة قسم كبير منهم بسبب تبعات الإجراءات التي صدرت خلال الحرب في المناطق المختلفة، بما في ذلك التشريعات التي أصدرتها الحكومة المركزية في دمشق (مصادرة الملكيات أو الحجز عليها) وكذلك آثار عمليات المصالحة والتسويات العسكرية أو التهجير القسري الذي ساهمت فيه قوى دولية.
بناء على ما سبق عقدت حركة البناء الوطني في مقرّها بدمشق الجلسة الحوارية الرابعة والسبعين من برنامج الأربعاء السوري، تحت عنوان: "
الوثائق الرسمية.. أولوية اجتماعية تتجاوز النزاع
"
شارك بالجلسة مجموعةٌ من الناشطين والمختصين فيزيائياً وافتراضياً، تناولوا فيها ماهية الوثائق من حيث أنّها الآلية التي تعرّف الوجود البشري وما يرتبط به بمعناه الرسمي، وتمثّل مفهوم الحق وتنظم ما قد يطرأ على هذا الوجود من عمليات انتقال أو تطوير، إضافةً إلى علاقتها بمبادئ الحماية للمدنيين خلال النزاعات وحق الضحايا باستعادة وثائقهم وتسجيل حالاتهم الشخصية والملكية.
وأكد المشاركون حاجة السوريين للوصول السلس إلى ملفاتهم ووثائقهم وأوراقهم الثبوتية والشخصية، مشيرين إلى أهمية تحديث هذه الملفات في مؤسسات الدولة المختلفة، ضماناً لاستدامة آثارها القانونية، بعيداً عن الحرب والاستقطاب والتقسيم الجغرافي الحالي.
البدائل والحلول
وسلطت جلسة الأربعاء السوري الضوء على تجارب التوثيق المختلفة للوثائق الرسمية خلال النزاعات، وبحثت إمكانية تجاوز الفاعل المدني خطوطَ النزاع، إضافة إلى مدى قدرة المجتمع المدني على ربط الجغرافيات المختلفة بمؤسسات المركز.
وأكد المجتمعون على أنّ وثائق الملكية حاجة أساسية لتثبيت الحقوق، وبحثوا نماذج التوثيق في الجغرافيات خارج السيطرة الحكومية وكيفية ربطها بالآلية الرسمية، وشددوا على ضرورة مراجعة الإجراءات التقليدية والتشريعات المتأثرة بالحرب والأزمات كالحجز الاحتياطي والمصادرة.
وأشار المجتمعون إلى أنّ النموذج التي تمّ اتباعه في منح الوثائق الدراسية يمكن البناء عليه لزيادة الثقة بمؤسسات "الدولة" وتحييد النزاع، مؤكدين على تأمين متطلبات تطوير هذا النموذج وممكنات تعميمه على مؤسسات الوثائق الأخرى.
اقرأ أيضاً.. مجتمعٌ مشتتٌ يدفع فاتورة الحرب.. "سوريا.. أين؟! اجتماعياً واقتصادياً"
تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المصورة أدناه