دور المجتمع المدني في اللامركزية والتمكين المحلي

واصلت حركة البناء الوطني جلسات "الأربعاء السوري" التي تناقش رؤية "شمل نحو المرحلة الثالثة من تاريخ سوريا" ووصلت إلى آخر المفاهيم التي تضمنتها الرؤية وهو مفهوم "اللامركزية". وعقدت الجلسة التي حملت الرقم (49) والعنوان "اللامركزية: إشكالات وفرص" في 1 كانون الأول بحضور مجموعة من الخبراء والناشطين في مكتب الحركة وافتراضياً عبر منصة "زووم" الإلكترونية.


ركزت الجلسة على ثلاث محاور أساسية: الأول تفاعل المركز مع المحليات، والثاني تفاعل المجلس المحلية مع المجتمعات المحلية، والثالث دور المجتمع المدني في اللامركزية.ناقش المشاركون في هذه المحاور تحديات اللامركزية على مستوى التنافس المركزي المحلي، فكان في مقدمة التحديات في المركز قناعات البعض في السلطة المركزية بأن العمل في المحليات استكمال لسلطتهم، في حين كان من أبرز التحديات المحلية قلة وعي المجتمعات المحليات وقدرتها على إدارة عملية تنموية.




ما ا لتحديات على مستوى المجالس المحلية والمجتمعات المحلية فكان أبرزها وفق المشاركين وصول هذه المجالس بعملية انتخابية غير صحيحة وعدم قدرة المجالس اليوم على إدارة التخطيط التنموي . إلى جانب قلة وعي المجتمعات المحلية السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعدم قدرتها على إفراز تمثيل حقيقي لها.وعن أدوار الفاعلين للوصول إلى اللامركزية رأى المشاركون أن الحكومة لها دور بالتفويض والتدريب والتعديل القانوني، وللمجتمع المحلي دور في المشاركة ليكون عامل توازن وعامل رقابي على عمل المجالس المحلية. اما المجالس المحلية نفسها فهي بحاجة لبناء قدرات وقانون انتخاب فاعل يعبر عن مصالح الناس.وأكد المشاركون أن المحليات تحتاج إلى امتلاك أدوات فاعلة أولاً، وتمكينها من استخدام هذه الأدوات ثانياً.وعن دور المجتمع المدني رأى المشاركون أن دوره كبير في الانتقال إلى اللامركزية الفاعلة من خلال أدواره الوظيفية التي يعمل من خلالها على تمكين مختلف أطراف اللامركزية بما فيها المجتمعات المحلية، أو من خلال أدواره العليا باعتباره أحد أطراف العقد الاجتماعي الجديد.



واعتبر المشاركون أن اللامركزية اليوم هي الحامل الأساسي للتنمية ولا تتوقف على مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر إنما يمكن من خلالها إدارة مشاريع اقتصادية كبيرة، محلياً ووطنياً.وأكد المشاركون أن اللامركزية هي مدخل أساسي للحل السياسي في سوريا لكن يجب حل الإشكاليات المختلفة التي تعترض تطبيقها من أجل إعادة بناء العقد الاجتماعي بطريقة مستدامة، وفي سبيل ذلك هناك ضرورة لتطوير قانون الإدارة المحلية وفق نقاط ثلاث:- صلاحيات موضوعية وواضحة بإمكان المجالس المحلية تطبيقها وتناسب عملية التنمية- توضيح العلاقة بين المجالس والمجتمعات المحلية ليكون دور هذه المجتمعات واضحاً في التخطيط والتنفيذ والرقابة- إعادة قراءة الجغرافيا السورية تنموياً وفق إطار وطني للتخطيط الإقليميي قائماً على أساس الأقاليم التنموية.



تفاصيل أكثر حول الجلسة تتابعونها في التقارير المكتوبة والمصورة أدناه